البشر ..مثل الأرض ..هناك أرض خصبة وأرض قاحلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دائماً نريد الشيء الحسن والأجمل والأفضل سواء لنا أو لمن نحبهم ونعزهم ..والذين يعنون الكثير لنا ...فالحرث في البحر لايجدي نفعاً سوى تضييع الوقت والجهد ..ولا يتوقع من يحرث هناك أنه سوف يحصد شيء ..وهذا شيء طبيعي وبديهي جداً ..والأرض الجرداء القاحلة لاتنفع للزراعة أو حتى للإستظلال عليها لإنعدامها من وسائل الراحة والإستظلال ..فهي بدون ماء ولا شجر ..ولاتنفع حتى بالمرور من خلالها أو الإقتراب منها ...ودائماً عندما نريد زرع شيء ما وردة أو نبتة أو عندما يريد الفلاح الزرع يختار من أرضه المكان الخصب والمناسب حتى يجني مايتوقع أن يكون من الخير والثمار ويجد فعلاً ثمرة جهده وتعبه وقد أثمرت وأنسته أيام وشهور الكد والتعب وسهر الليل والإنفاق عليها طوال تلك المدة ...وهكذا البشر ..هذا الإنسان الذي يشبه الأرض ..فهو منها خرج وإليها يعود ومنها ثانية يخرج ..يعني قد أكتسب معظم خصائص الأرض ...فهناك الإنسان الطيب الخصب الذي عندما تخدمه أو تقدم له نصيحة أو تعطيه وردة أو كلمة طيبة تجد مردود ماقمت به خير وبركة وقد أفلح مازرعته في قلبه وأثمر كل الخير ولم ينسى جميلك ومعروفك فيه ..وقد كافأك بأكثر مما تتوقع وتتصور ..فيشجعك للعطاء والزرع وتقديم أكثر وأكثر لذلك الإنسان ذي الأرض الطيبة والقلب الطيب ....والعكس من ذلك ..فهناك الإنسان الذي لايملك أي شيء ممكن أن يعطيه لك رغم تقديمك له كل مايحتاجه من مساعدة وكلام طيب ومعاملة حسنة ..ولكن يقابلك بالسيئة ويتهجم عليك ويتقول فيك ويزيد في الكلام والفتنة ..فطبيعته هكذا مثل الأرض القاحلة التي تحرقك بأرضها المتلهبة وشمسها الحارقة ......فماذا تفعل مع مثل هاذين النمودجين الذين نصادفهم دائماَ في حياتنا اليومية .....ولكن بالمقابل وبكل مجاملة وبكل الصدق ...أنت كإنسان من أي نمودج ..هل أرضك خصبة طيبة خضراء ...أو جرداء لا فائدة منها ..أم هي وسط وتتعامل حسب الضرورة مع أصحاب القلوب الجرداء ...
وتعتبر المعاملة بالمثل .....
أتمنى مشاركتكم الطيبة والمميزة