إلى أين سوف أنتهي .. وإلى من سوف أشتكي .. ماذا بعد .. أيتها الأوراق .. مللت الكتابة داخلك .. مللت أن أشتكي لك.. مللت بوح مشاعري لك .. إلى متى أكتب .. ولايوجد من يقرئك .. إلى متى أنادي ولا أسمع سوى صوت القلم يكتب .. ومرة يبكي ويضحك .. أكتب فيك أيتها الأوراق كل ما أملك .. مشاعر الحزن في داخلي .. وكم ذقت ملح مدمعي .. مشاعر الحب والحنان داخلي .. كم مرة أخذتك بين أذرعي .. مشاعر الغضب .. وكل المشاعر المزروعة داخلي .. مع كل هذه المشاعر لم تتحركي .. ولم تنطقي .. ولم تخففي الحزن بداخلي .. ولم تشاركيني فرحتي .. أوراقٌ معدمة .. ليست سوى مكانٌ فيه أهتدي .. وأحياناً بعض أسراري تكشفي .. وبعضاً منها تحافضي عليه و تختفي .. هل تعلمين أيتها الأوراق .. ماذا فعلت بي !! أخرجتني من عالمي .. أصبحت مثلك تماماً .. أسمع .. أسمع .. ولا أتكلم .. مثلك تماما .. إنعزلت بوحدتي .. أصبحت أكثر غموضاً منك .. ماتت العفوية لدي .. أصبحت أفضل اللجوء لديك بوحدتي .. أشكو .. أفرح .. أحزن .. أغضب .. وكله على ترتيب أسطركِ.. أيتها الأوراق .. في داخلي .. أريد منك أن تنتشري .. وبما في داخلك تتكلمي .. دعي من حولك يحس بأحاسيسي وبمشاعري .. التي ماتت داخلك .. فقد يأتي يوما و يسمعك .. ويعود لي.. ويرسم البسمة على وجهي ..